ترحيب

.....مرحبا بكل الزوار الأوفياء

24 أكتوبر 2007

مقالات فكرية

جون بول ساتر يدخن غليونه
سارتر الوجودي


ولدت لأعيش و لاشك سأموت بين الكتب ،هكذا قال رائد الفلسفة الوجودية جون بول سارتر ،بحق انها كلمة نابعة و بصدق من أعمق مبدع

و مفكر و عبقري قدم الشيئ الكثير للعالم أجمع من خلال أثره التي جمعت بين ماهو فلسفي و أدبي و نقذي وغيره من الحقول العلمية و الفكرية ،جون بول سارتر بشهادة من عايشوه كان عبارة عن كائن حي لا يفتر عن التفكير ،يفكر في كل شيئ بدأ من نفسه وانتهى بالاخارين مرورا بما يفصل بينه و بينهم ،رغما أنه قال بأن الأخر جحيم الا أنه كان ضمنيا و بشكل غير مصرح به يحب الأخر ودليلنا في هذا هو أن فيلسوفنا سارتر قال قبل أن يودع العالم بوقت قصير بكونه سيغادر العالم وهو حزين على ماهو عليه ،وهذا ليس بغريب عن من كرس حياته لخدمة قضايا عادلة تهم البشرية جمعاء، و جون بول شارل ايمارد سارتر وهكذا اسمه الكامل من موالد سنة 1905 بفرنسا و التي درس فيها قبل أن يشد الرحال الى الديار الألمانية ليشتغل بها مدرسا لمادة الفلسفة خلال الحرب العالمية الثانية وفي الوقت الذي كانت فيه المانيا النازية محتلة لفرنسا، وانخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية مدافعا عن وطنه بكل ما أتيح له من امكانيات سواء مادية أو غير مادية،وبعد الحرب أصبح سارتر رائدا لمجموعة من المثقفين الفرنسيين ونذكر من بينهم صديقه الوفي ألبيرت كامو صاحب الرائعة العالمية *الغريب* ،وانتشر مذهبه الفلسفي الوجودي بشكل كبير في كل أرجاء العالم و نال شعبية واسعة من لدن مثقفي العالم،وفي سنة 1964 منحت أكادمية نوبل الدولية جون بول سارتر جائزة نوبل لكنه رفضها لأسباب ظلت غامضة،في حين رأى البعض انها كانت متأخرة و هذا مادفعه لرفضها

وتميزت كتابات سارتر الأدبية خصوصا المسرحية بخاصية اساسية تتمثل في الانفصال القائم بينه وبين شخصياته حيث بدت هذه الأخيرة عبارة عن موضوعات سجال أكثر من كونها مخلوقات أدمية، وهي في الأخير شخصيات من عالم ابتكره سارتر لذاته و لقرائه ،وربما السبب في هذا يرجع كما رأى النقاذ الى كون سارتر لم يكون من محترفي المسرح لدى لم تكون لديه تلك القدرة التي يمتز بها المحترف والتي تجعله قادرا على اقحام شخصيات تتطابق معه في مجموعة من المواصفات،كما تميزت أعماله الأدبية بغياب الروح الشاعرية التي تجعل من المتلقي يلامس العمق الدرامي موازة مع تسلسل الأحداث هذا اضافة الى كون هذه الأعمال كانت تميل الى تبني موضوعات تتجدر فيها لحظات الورطة و المأزق كم هو الحال في مسرحيات مثل *الذباب * و*اللامخرج* ،و*المنتصرون* و التي جل أحدثها في اماكن من مثل غرف التعذيب و جهنم أو تتحدث عن الذباب الذي ادى الى تفشي وباء الطاعون بين طبقة من الناس

ولعل اهم ما جائت به الفلسفة السارترية هو التركيز على اهمية الحرية في حياة الفرد و مدى ادراكه لها كما رأى سارتر أن استخدام هذه الحرية و حسن استثمارها هي ذات قيمة مهمة لبلورتها بالشكل الايجابي ، واستطع الفيلسوف سارتر بما يملكه من مهارات فكرية و لما يحمله من هم المجتمع و رغبة منه في وضع المواطن البسيط موضع تساؤل فلسفي انزال الفلسفة من برجها العالي و حصنها المنيع الى الشارع لتكون في خدمة من هم في أمس الحاجة لها دونما النيل من جلال عظمتها،وهنا يقول المفكر البيرس*ان سارتر يمكن ان يعتبر الكاتب الذي نقل الى الحقل الفلسفي القضيةالرئسية للقرار الانساني كما يواجهها عصرنا*،أي ربط قضايا الانسانالاشكالية بالفلسفة ،و بذلك كانت فلسفته

الوجودية بمثابة قنديل لطبقة المواطنين الباحيثن دوما عن خلاص مرتقب ينتظر منه الشيئ الكثير


مصطفى العوزي


مراجع معتمدة

سارتر و الوجودية /ر.م البيرس ،ترجمة سهيل ادريس

موسوعة ويكيبيديا على صفحات الانترنيت




************************************************
الهجرة نحو أوروبا حلم و شبح يطارد الأطفال

أضحت ظاهرة الهجرة السرية اليوم من أكبر الظواهر الاجتماعية و أعقدها بمنطقة شمال افريقيا و المغرب بشكل خاص ،و كأي ظاهرة اجتماعية أخرى ،تعرف الهجرة السرية صعوبة في التحديد و التدقيق بغية الوقوف على أسبابها و محرضتها ،غير أن هذه الظاهرة اليوم أصبحت شبه موضة يتأثر بها الكثير من الناس على اختلاف بنياتهم العمرية ،حتى الأطفال بدأت موضة الهجرة تسيطر على تفكيرهم و أصبحت حلما يراودهم كلما حلت أوقات معينة تعرف عودة بعض المغاربة المقيمين بالخارج و ما يصحب ذلك من هبوب رياح أروبية تسحر البسطاء من الناس في الأوساط الشعبية خاصة ،و سبب الحديث هذا هو ما عاشته أحد الأسر بمدينة المضيق على اثر اختفاء طفل لها لم يتجاوز سنته العاشرة ،فقد استغل هذا الطفل غياب أفراد الأسرة عن البيت ليفكر و يختار و يقرر في محاولة الهجرة نحو الشطر المقابل من البحر المتوسط ،و عند عودة أفراد الأسرة استشعروا غياب الطفل فانطلقوا في البحث في كل مكان و الاتصال بالسلطات المعنية ،كما تجندت إحدى الجمعيات المدنية بالمدينة و بعض تلاميذ المستوى الثانوي التأهلي بثانوية المضيق و قاموا بتوزيع مكثف و شامل لصور الطفل ،وهذا ما أعطى أكله إذ وصلت للأسرة أنباء عن تواجد الطفل بباب سبته المحتلة ،وعندها أعلمت الأسرة رجال الشرطة اللذين بادروا بالاتصال بشرطة الفنيدق و التي يتواجد الطفل بمنطقة نفوذها ،و التي لم تدخر جهدا في العثور على الطفل و تسليمه لذويه ، و مرت المحنة على هذه الأسرة التي جفا ريقها من كثرة البحث و السؤال عن طفلها ،هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حالات أخرى تعيشها مجموعة من الأسر بمنطقة طنجة تطوان بشكل خاص ،و أضحت كثير من هذه الحالات واقعا معاش ،ويكفيك القيام بجولة إلى باب سبته أو ميناء طنجة لترى عددا من الأطفال يترقبون الفرصة للدخول إلى سبة أو الميناء ومنه نحو الضفة الأخرى ،فقد سيطر شبح الهجرة على عقولهم وأخذ مكان أشياء أخرى كان الأولى و الأجدر أن تكون هي المسيطرة على عقول هؤلاء البراعم،و هذا ما يقود إلى طرح سؤال جوهري هو ما الخلفيات المتحكمة في ظاهرة محاولة هجرة الأطفال ؟
هناك بعض الأسباب التي نراها بسيطة لكن وقعها هو أعظم شأنا ،فحسب ما يؤكده الباحث السوسيولوجي عبد اللطيف كدائي ،فالأطفال يتأثرون بما يشاهدونه ،ويكون للمشاهد التي تمر على أعيونهم وقع كبير على نفسيتهم ،و منها ظهور و ترعرع بعض الأفكار التي تحمل ضمنيا تقليدا مباشرا لما رأوه ،و إذا ما قمنا بإسقاط مباشر لهذا على واقعنا نرى أن الكثير من الأطفال يرون في بعض فترات السنة شبانا عائدين من الخارج و أحوالهم تبدلت بعض الشيء لما هو أحسن فيغترون بالمظهر ومنه يكون التأثير الذي سبق ذكره ،لكن و الحالة ه يجب طرح بعض الحلول التي ستحاول الخفيف من نسبة التأثر و لو بشكل بسيط ،ومن بين هذه الحلول هو خلق المظهر المضاد وذلك من خلال إدراج الحديث عن ظاهرة الهجرة السرية ضمن المقررات و البرامج التعليمية ، يبرز عيوبها ويطرح واقع المهاجرين كما هو بعيدا عن التزويق و الترقيع ،وأن يكون ذلك مدعما بصور و نصوص ووثائق أخرى تكسر الصورة النمطية و الكلاسيكية عن أوروبا الجنة كما يتصورها البعض ،ومع ذلك تبقى الظاهرة في حاجة إلى دراسة سوسيولوجية مركزة تضعها على محك علمي واقعي تهدف إلى إيجاد الحلول المناسبة و التي مما لا شك فيه ستكون مجدية رغما ما ستتطلبه من موارد مادية و مجهودات الباحث ، أما أن يترك الوضع كما هو فلا يسعنا سوى انتظار ما هو أسوء وأعقد ،و ربما نأتي لنعالج فنجد أن الوقت قد فات .

ليست هناك تعليقات: