ترحيب

.....مرحبا بكل الزوار الأوفياء

28 أكتوبر 2007

حوارات

حوار مع الشيخ الصادق العثماني الداعية الاسلامي و مدير قسم الشؤون الدينية و الاعلامية بمركز الدعوة بأمريكا اللاتينية
الشيخ الصادق العثماني وهو يقدم أحدث اصداراته لصاحب الجلالة نصره الله خلال الدروس الحسنية الرمضانية لهذا الموسم

س- قال تعالى ” يا أيها النبيئ قل لأزواجك وبناتك ونساء المومنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يوذن، وكان الله غفورا رحيما ” سورة الأحزاب/ الآية 59، وهناك مجموعة من التفاسير تعتبر هذه الآية بمثابة التشريع الأساس للحجاب، لكن الإختلاف يكمن في طبيعة هذا الحجاب، أي في شكله ونوعه وطريقة لباسه، باعتباره فريضة على النساء المسلمات، فكيف يمكن إذن تحديد هذا الحجاب في شكله وطبيعته، خصوصا وأن اليوم أضحى إشكالية كبرى تواجه المرأة المسلمة في مجموعة من دول العالم، وفي نظركم هل يمكن اعتبار الحجاب المشرقي” النقاب ” هو الحجاب الصحيح الذي يجب على المرأة المسلمة لباسه ؟
الجواب
قضية الحجاب كما هو معلوم وقع فيه جدال كبير بين العلماء والفقهاء في مختلف بقاع العالم الإسلامي وغيره، والحجاب هو واجب على المرأة المسلمة، وهو تكريم لها، خاصة إذا ما نظرنا إلى وضعية المرأة قبل الإسلام، حيث كانت وكأنها قطيع غنم لا غير، تباع وتشترى بكل أنواع التحقير والإهانة، حتى في مسألة الزواج ، كان هناك ما يسمى بزواج الراية، حيث تضع المرأة على باب منزلها علامة يدرك من خلالها الناس أن فلانة صاحبة العلامة على البيت تعلن رغبتها في الزواج وتريد ذلك، فيتقدم إليها أحد ما ويتزوجها، وجاء الإسلام ليحرم مثل هذه العادات ويعيد للمرأة ويعطي لها كرامتها وحقوقها، وجاء لها بقوانين تصون كرامتها وعرضها وشرفها، ومن أولى هذه القوانين الحجاب بغض النظر عن شكله ونوعه، فالحجاب ليس فرضا ديكتاتوريا بل هو تكريم للمرأة وحفظ لها، مثلا إذا ما كان لأي أحد منا شيء ثمين ونفيس وله مكانة خاصة كالذهب مثلا، فهو يقوم بستره ولن يتركه في متناول أعين الناس، وهكذا فالإسلام يعتبر المرأة ذهبا، بل أغلى من الذهب، لذا أعطى لها هذا التكريم المتجسد في الحجاب والإسلام أعطى أيضا للمرأة تكريما آخر ويتجلى هذا في شرطه لسفر المرأة أن يكون معها ويرافقها أحد محارمها يكون بمثابة الحارس لها والحامي لها من أي شر أو مكروه يمكن أن تتعرض له في سفرها، من حمل متاع أو نحوه، وأعطى الإسلام للمرأة حق التصرف في مالها بدون تضييق أو مراقبة، فهي حرة في مالها ومتاعها تفعل به ما تشاء في حدود معقولة طبعا، وكرم الإسلام المرأة أيضا من خلال إعطائها الحق في اختيار شريك حياتها خلافا لما كان عليه العهد لدى العرب والأقوام السابقة، ويتجلى حق الاختيار هذا في كون أن أحد أهم وأبرز شروط الزواج هو الإيجاب والقبول، أي الإيجاب من الرجل والقبول من المرأة وبذلك يحصل التراضي كشرط للزواج، ويمكن القول أن المرأة في أوروبا حاليا رغم ما وصلت إليه وما خوله لها المجتمع من حقوق، إلا أنها لم تبلغ درجة الحقوق التي متع بها الإسلام المرأة المسلمة حتى بنسبة واحد بالمائة، فالمرأة المسلمة وصلت إلى درجة معارضة خليفة المسلمين، وذلك جلي في تاريخ الدولة الإسلامية ، ففي عهد عمر ابن الخطاب قامت امرأة وسط المسجد تعارض خليفة المسلمين رضي الله عنه عندما حلول تحديد المهور، حيث أن الدولة عرفت آنذاك غلاء في المهور، فحاول الخليفة التخفيف من هذا الغلاء بتحديد سقف معين لهذه المهور، فقالت له المرأة ” يا عمر، يا أمير المؤمنين، ليس الأمر لك، كيف تمنعنا من حقنا ؟ ” أي كيف تحاول منعنا والتصرف في حق خوله الإسلام لنا، وتلت قوله عز وجل ” وأتيتم إحداهن قنطارا ” فالرجل إذا كان قادرا على دفع مهر معين حسب استطاعته فلا مانع هنا، ولنعد لقضية الحجاب التي انطلقنا منها، وأقول بأن الحجاب هو مفسر في الآية التي ذكرناها سابقا، والحجاب أيضا مفسر بشكل واضح في السنة النبوية، حيث يروى أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه دخلت على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت قد بلغت الحلم، أي بلغت سن البلوغ، وكانت ترتدي لباسا شفافا لا يليق بالبنت البالغة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا ” وأشار إلى كفيه ووجهه، فهذا الحديث النبوي الشريف يفسر لنا عمليا الحجاب، في شكله الذي يجب أن يكون عليه، وهناك بعض العلماء خصوصا في المغرب أجازوا للمرأة العاملة في الحقول مثلا، أو بعض المهن المعينة التي تتطلب الكشف عن بعض من اليد، أن تكشف جزءا من يديها لا يتعدى المرفق، فهناك مجموعة من النساء تضطرهم بعض الظروف من قبيل حوادث الطلاق أو موت الزوج وبصفة عامة غياب المعيل إلى الخروج للعمل لكسب لقمة العيش بالحلال، لدى فلا مانع من أن تشمر المرأة عن يديها قليلا أثناء العمل، فالإسلام دين واقعي يراعي واقع المرأة في المجتمع ، لدى فالحجاب هو واجب يتماشى مع خصوصية وواقع المرأة، والحجاب كما سبق الذكر هو حفاظ للمرأة يميزها عن الباغيات في الشارع، فالمعرفة بالمرأة المسلمة من خلال لباسها المتحجب يجنبها أذى الناس، مما جعل الإسلام يفرض على المرأة المسلمة ارتداء الحجاب، لكن اليوم وفي ظل عصر الإنترنيت والتلفزيون وغيرها من وسائل الاتصال المتطورة وتقريب الصورة بدأت تظهر بعض الخصوصيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار واحترام كل خصوصية ، كخصوصية الفقه المغربي وخصوصية الفقه المشرقي، فبدأنا نشاهد قضية النقاب وأشياء أخرى، وهذا التفتح الإعلامي بدأ يفرض علينا بعض الأمور، لدى واجب علينا القول بأن للمغرب خصوصية معينة وهي التي تميزه عن خصوصية المشرق، فكما هو معلوم لدى العلماء يمكن القول بفتوى معينة أن يكون معمول بها في المغرب وليست كذلك في المشرق لأن ذلك يتغير حسب الزمان والمكان، وكذلك يمكن أن تكون هناك أشياء معمول بها في المشرق ولا نتعامل بها نحن في المغرب، لأن هناك اختلاف في المكان ولذلك فالإمام الشافعي رحمة الله عليه لما كان في العراق شكل مذهبا معينا هناك فيه كذا وكذا، ولما انتقل إلى مصر أصبح له مذهب ثاني ولدى فالشافعي له مذهب في العراق وآخر في مصر، ولماذا هذا ؟ لأنه تغير الزمان والمكان، ، فنحن مثلا نعيش في البرازيل و هناك أشياء كثيرة وأحكام عديدة لا تنطبق علينا، وذلك لأننا نعيش في بلاد غريبة ، بلاد النصارى، وعليه فنحن لنا فقه خاص يسمى فقه المغتربين أو فقه المهاجر، وفيه أحكام خاصة، وللأسف فكثير من الشيوخ أو الدعاة والفقهاء لا يعرفون هذه الخصوصية مما يجعل الحديث في مجموعة من القضايا التي تهم المهاجر المسلم تثير الكثير من الجدال والنقاش بين أوساط العلماء والفقهاء المسلمين .========حــــاوراه : مصطفى العوزي=فخر الدين العثماني

ليست هناك تعليقات: